الجمعة، 1 يوليو 2011

في وَحْي القُبل





سَكبَتْ دوائرَ حُلمِها حَولي
بُخوراً
أشعلَتْ قلمي
رسمْتُ النورَ بين ملامحي
فجراً
رأيتُ الحُلمَ في وَحي القُبلْ

الليلُ طالَ وحالَ بين بُيوتنا
في الحلم ناداني
لففتُ العطرَ في شعري
حملتُ الخاتمَ الفضيَّ
طوَّفتُ الحمائمَ سورَ قصري
سُندسٌ فرشي على نرجس

طرقتُ البابَ لم تفتحْ
ظلالُ النخل ما برحتْ
صلبْتُ هِلالَها في صدر صدري
كافراً بالجيدِ من حُبٍّ سواها
عابداً
أسكنْتُ من حُريتي أعتابَها

الفجرُ عادَ وجالَ بين عُروشِنا
وفمُ الزمان تبسمٌ
متثائبٌ
أفلتْ شموسُ الأمسِ وارتحلَتْ
أفاقَ الكحلُ في العينين وافاني
مَشيْنا في حِمى الرملِ المُندّى
طفلةٌ أصدافُها من موجِ بحرٍ هائمٍ
والثوبُ من استبرقٍ وردِيْ

تلاقينا أصابعَ في أصابعَ من سنا
فرحاً تغنينا سُدى
بين البخور وبيننا

سكنَتْ رياحٌ في تباطُئِها
ورُوحٌ ما علَتْ
غارتْ جروحٌ في تباعُدِها
وأمضتْ جُرحَها
ذكرايَ شمعٌ في تفاصيلِ البلادِ هلك
وحُلمي للبلادِ ملك
متى سكبَتْ دوائرَ حُلمِها حولي بُخوراً
أشعلَتْ قلمي
شَهِدْتُ الحُلمَ في وحْي القُبلْ.

الأحد، 24 أبريل 2011

تنويع على إحدى رباعيات صلاح جاهين


دخل الربيع يضحك لقاني حزين
نده الربيع على اسمي لم قلت مين
حط الربيع أزهاره جنبي وراح
وإيش تعمل الأزهار للميتين
وعجبي
صلاح جاهين

دخل الربيع يضحك بعد ثورة المصريين
نده الربيع على اسمي لم قلت مين
حط الربيع أزهاره جنبي وقال
لاجل الشهدا اللي صحوا الميتين
أسامة نوفل

الجمعة، 25 مارس 2011

درجة الدكتوراة


لم ينل درجة الدكتوراة طوال حياته رغم أبحاثه العديدة ودراساته المتنوعة، ورغم ضيق الحال كان يساعد أبناء جيرانه في دراستهم بلا مقابل حتى آل بهم الزمان إلى أرقى المناصب
وفي خضم تكاليف الحياة وبعد فقده لبصره على إثر أزمة صحية اعترته كآبة لا قبل بها، ومع تراكم الظلال في كنف انفراده بالظلام قرر الانتحار
بعد يوم الوظيفة المعتاد طلب من سائق الأتوبيس التوقف به عند أعلى برج في المدينة، وبتطوعٍ من أحد الركاب مشكوراً وصل إلى بغيته .. إلى الطابق الأخير الذي يريد أن يرمي بنفسه منه إلى الهاوية، لكن قلة حيلته وتدافع الجمهور من حوله اقتاداه إلى القاعة الكبرى في انتظار بدء ندوة حوار دولية مفتوحة!
"ما الذي جاء بي إلى هنا؟" قالها في نفسه بعدما أُسقط في يده، وأُسقط في الكرسي، فاستمع مرغماً إلى نقاشات طويلة بلغات عديدة، ولم يستطع الصبر على قيده أكثر من ذلك فغاب عن الحضور داخل نفسه حتى سمع اسمه يتردد في حلم يقظة يقول:
"الأستاذ رفعت هو هذا الأستاذ النبيل الذي أجلسني بينكم هنا، أدبني بأدب العلم، علمه الذي يفوق الدكتوراة"
فنفض الحلم عن وعيه وهب واقفاً ليرجع إليه الزمان والمكان، ويلاحظه قائل العبارة من المنصة ويعرفه وينزل إليه
تبارت أعين الناس في الوصل بينهما حتى أدرك المحاضر أستاذه وبادره: "تفضل يا أستاذ رفعت إلى المنصة أنا زهير تلميذك القديم" حينها عرف الأستاذ صوت تلميذه وأدرك أن العبارة قيلت في العلن فرد عليه: "اعفني يا زهير، أنا لم آت إلى هنا لهذا الغرض"
قال زهير: "لا أستطيع الصعود إلى المنصة وأنت بالأسفل يا أستاذي"
رد الأستاذ وقال: "وأنا لن أصعد ثانية إلى هناك، الآن عرفت مكاني"