كي أصل إليكم

بلاد ٌ تحفظُها ذاكرةُ يدي ..
وأخرى تطوفُ بها في الحُلم ..
وغيرهُنّ يقِفنَ على الأعتاب حتى يفرغَ قلمي ..
وقلمي لا ينفدُ إلا بأمرك يا كبير يا كريم ..
هنا أصوّبُ السؤال بـ ..متى يسنحُ لي غدي بتسجيل ظلّه على سطري ..
وتغسيل موجه على صدري ..
وتصوير وجهه في بصري ..
كي أصل إليكم على بساط هذا الورق ..
ليت شِعري تُديمون محبتي ولا تُدمون هذا العبق ..

أخاف أن تختنق

لم أجد بُداً من الكتابة الآن خشية أن تقفَ الفكرة في كفّ يدي أو في ذراعي ولا تجد مخرجاً أو مهرباً مني إليكم ، تحاول الخروجَ منذ أسابيعَ لولا انشغالي أو نسياني أو ضياعِ القلم ، بكت في داخلي حتى خِلتها ابنتي الصغيرة تصحو في الليل تبكي ولا تدري ، تتوقُ لأنفاسٍ خارج السرير خارج محيط خط سيري اليومي وتشكو من التقييد مع حزام السيارة .. تقفزُ في مكانها عند الإشارة تقولُ هيا انطلقي ، تودّ أن أفتح لها الزجاج وأخشى عليها من الرياح .. وقبل أن تختنق أحيطها بالهواء البارد .

خط الشاطئ الفاصل

احتضِنْ رمالاً فهي أطهر
احتضِنْ مياهاً فهي أظهر
احتضِنْ أصدافاً فهي أخبر في أمر الخليقة
وأمهر في تسجيل الحقيقة .

***

خط الشاطئ الفاصل
بين الحقيقة والحقيقة
لا تدانيه الخطيئة
خط الشاطئ الواصل
بين النفوس الدنيئة والبريئة .

***

ما كان كان ولن يقف
وحدوثه لم يزل يشِفّ
عن خشونة الوعاء
وقساوة الشتاء
وعكارة الدماء في الأفئدة
ما كان كان ولن يعفّ
عن جني الجذور دون الثمر
عن رمي النفوس دون الحجر
في ضيق الأوردة .

***

كيف أدفنُ ملاكاً أهلكتُهُ باليدين
أرى نورَه ولا أرى جناحين
أدفنه بالأسفل
وأنا منه بالأسفل
وربه يسأل
فمن يجني الجنتين .

***

صلتْ عليك مخلوقات البحر
وكفّنتك أمواجه
وغسّلتك مياهه
وطهرك ملحه
وكساك عنبره
وجمّلك لؤلؤه
وتوّجك مرجانه
وطافت بك رياحه
وحملتك ملائكته
وتقبلك صاحبُ الكلمات مدادُها لا ينفد وإن نفد قطره .