السبت، 28 سبتمبر 2013

حكاية كل يوم


صارع الإرهاق حتى وصل بيته .. وصارع ابنه الصغير حتى نام .. وصارع الأرق حتى سمع الآذان


الجمعة، 13 سبتمبر 2013

دمية من فرو أبيض


برزت من بين سواد العوادم ممسحةٌ ترفعها يدٌ نحيلة وصوتٌ لا يتطابق مع قصر قامة وحداثة عهد يطلب أي مساعدة مقابل مسح جزء من السيارة في انتظار الإشارة .. بوجه لا يختلف لونه عن الشعر المجعد حوله إلا في انغماس بياضين لعينين ذابلتين وسط الرمادي

أخرجتُ يدي بدمية من فرو أبيض خارج الزجاج نحوها فكأني نهرتُها فتراجعتْ خوفاً من وهجها ثم آختْ بين بياض عينيها وبينها يحملان السؤال .. ومن عينيّ الجواب: هي لكِ فلا يأخذها منك أحد

قبضتْ أصابعها على فروها الأبيض فارتعش في داخلها بصيص قديم وغاص لسانها في حلقها فلم ترد عليّ .. هربت عيناها لأول الطريق وهرولتْ عائدة إلى الممسحة بيدها الأولى ثم إلى عيني .. واحتارت أتمسكها على هون أم تدسُّها في السواد .. وبعد تجربة لمس اللعبة بخدها علا هدير المحركات من جديد ودار الطريق فلم تجد أأمن من إلقائها في سيارتي لتنقذها من هموم الشارع

قائلة: خذها معك .. والشكر يملؤ عينيها والسعادة تكسوها حياة

الاثنين، 26 أغسطس 2013

من مذكرات مغيّب


زفافك في قبض روحي
وقتلي لك روح

سكين العزم بَوْحي
وأذان الموت بوْح

درعي لأوطان تصدتْ
وشوقي من فرطه فوْح

غنّتْ للشمس بومٌ
فانبرى للنابحين صوْح

شمّرتْ ذكرى قلاعٍ
شرّدت في الأرض شوحْ

واقتنتْ أزاهر نائحاتٍ
ما بدى لهن نوحْ

قاتليَّ استلوا سلاحي
داهموني بلا لوْح

شاهدي في الثرى جراحي
ودعائي في السما دوْح

الأربعاء، 12 يونيو 2013

رحلي معي


أرحل من نفسي إليها
أريد أن أرحل
دوماً منها إليها
لأرضٍ أريدها أرضي
لأرضى بما به يرضى
يا من له رحّلتُ نفسي
ليرضى عنها
أعني على رحيل إليه
وسُق لي الطريق السهل
فالسهل ما جعلته رحيلاً سهلاً
ومتى ينتهي الرحيل
ومتى تنتهي الرحلة
كل رَحلٍ له ميعاد يوم
ورحْلي يرحل مهلاً

تنتابني الهواجس حيرى
متى ميعاد يومي؟
ومتى أغادر وما لا يغادر معي؟
أحن إلى وجه أمي
وصورة أمي معي
وأحن إلى عين أمي
وقبلتها في أدمعي
وأحن إلى صوت أمي
وأصابع أمي في راحتيْ
وأرى وجه أمي في زوجتي وابنتيْ
فمتى يعاتبني ويأتي معي؟

أين أنا من زمن الرحيل
متى آخذه معي
متى ألبس ثوب الرياح
وألمس نور الصباح
وأكنس طعم الجراح 
وألزم مقلعي
متى يأسرني الجناح
ويوثقني البراح
يسلب مخدعي
أنا قط في الشوارع هائم
يقظٌ
أنساب بين فراشتين
أذوب ببحر الدجى
وأغفو بين راحلتين
ساهمٌ أقتات الحشا
راغمٌ
ظلي بين ساريتين

أريد أن أرد جبيني إلى وطني
ووطني معي
أريد أن أزور ضريحي
وروحي معي
أريد أن أمد جذور أرضي
إلى أرضي
ليرضى خالقي
كل رحلٍ له آذانُ يوم
ورحلي أبقيه في أذرعي.