الاثنين، 11 أغسطس 2008

الشرفة

قلبي معلّق على شجرة
أحاول أن أكتشفه من بعيد
مرّت رياحٌ مصدرها الشرفة
وقع القلب
فتبيّنته

أكون كل يوم في الميدان في تمام العاشرة
كل يوم في تمام العاشرة
أعدُّ ألواح خشب السور بجانبي كلها
ولما التفتّ نحو الشرفة
وصلت إلى الميدان إلا خمسة
والألواح نقصت خمسة

لون الغروب جميل
ومعي العدسات
حِرتُ بين الغروب والشرفة
وبعد إظهار الفيلم
ظهرت شجرة !

امرأتي المنتظرة

امرأتي المنتظرة لا أشكو منها
فيها مواسمُ الأرض
وقلبُ البركان
دمُها عيونٌ تسري من حميم
وأركانُها جبال الألب
لا أشكو منها امرأتي المنتظرة
ولا أشكو من الانتظار

قطارٌ يسري على صدر الأرض
ويقفُ عند الحَلَمات والمياسم
يقطفُ الحشائشَ عند السير
ويغوصُ على اللؤلؤ
يُطلقُ ضحكاتٍ يحفظُها القمر
ويجني الياسمين

قديماً كانوا يقولون امرأتي مثلُ القمر
وحديثاً عرفنا ما بعد القمر
وطِرنا نبحثُ عمّا بعد القمر
لنراكِ
صِرنا ننهلُ من ضوء القمر لُقيماتٍ
صِرنا نبتهل
ونفتح أكفَّنا لمطرِ الليل
لِترضَيْ عنّا

تخيلي أن انتظاري لكِ طويل
وأنت خلف اليَشمك
بين طيات المشربيات
ببابي
تحت رداء صمتي
والقمر
وتخيلي أن انتظاري لك جميل
فمتى توقعين المنديل ؟
متى تلدين الصدفة
وتصرُخين
... لمَِ أنتَ هنا ؟
وتكتشفين أنّي كنت هنا
أرصدُ القمر منذ سنين

أهو ابتهالٌ هذا الانتظار ؟
أهو بحثٌ عن الصمت ؟
أم هو فِرار ؟
أتعدو الخيلُ لأفراسها ليلاً
أم تُؤثرُ النهار ؟
أينظُمُ الطير موشحاتِ البُعد
حتى يسلّي السربَ
أم ليعبرَ القِفار ؟
لولا حبّي لك ما أحببتُ انتظاري
لولا موتي ما صِرتِ انتصاري
أنا لا أعبدُ الشمسَ في اللهيب لأحتمي فيها
أنا غارقٌ فيها وفي البركان
مرآتي تراها دوماً
وعيناها لدي قرارْ.

انتظار

في انتظار المنتظر
انتظار ما يُنتظر
في شوق المطر
لما تحت المطر
هل يموت الليل
غداً
أم يبقى الغد المنتظر
نحن ننتظر النهار
في الليل
دوماً
ونرنو في الظهيرة للسحر
هل ينتحي؟
أم يظل معنا ينتظر؟

قاطعوا الآن فلسطين

قاطعوا الآن فلسطين
قاطعوا السلطة الآمرة
والناهية على الأرض
الطاهرة
قاطعوا الرأي والرأي
الآخر
والآخر
قاطعوا الدائرة
قاطعوا من قطع العرى
فأضحى العري ظاهر
قاطعوا الثالوث كله
السلطتين والسجان
قاطعوا البضاعة المجان
قاطعوا الشاشات الظاهرة
من قطعوا العرى فقطعوا أوصالهم
لملموا فتات الحجارة القديمة وقدموها لهم
حجارة النفضة الأولى والآخرة
ومن بعدها حلوا الوثاق
وأطلقوهم كلابا ساعرة
ما ظل في أرضنا شبر
لم ينجس
من كلاب ساعرة
قاطعوا اليوم فلسطين
هذه الدرة النادرة
واستقطبوا العدوان وصفقوا له
فذبح أخي من غدرهم
اهون علي من ذبحي له
درعي قاتل.. وشاهد له

قاطعوا الكلمات التي
مضت
من أفواه الجبابرة
من هزموا الرعد في أفيائهم
واقتادوا النجوم الحائرة
قاطعوا الرواد الأوائل
قاطعوا الميزان
دمي يحبو في عكس سريانه
يخبو في كل لحظ وآن
يحنو على أبناء الغدير
يوصي البواسل
قاطعوا السرج الكبير
فكبوته ناحرة.

آلة الصور

تسألني من أنت
ما كُنهُ الوطن ؟
ظلُّ النهر على الشجر
طعمُ اليشْمك في مسجدي
لون مجدي لم يزَلْ
ما كنهُ اللون ؟
ضياءٌ في العتمة
صوت الغَزَل
رُكنُ البحر من الماء
مَدُّ السماء
وجزْري أنا
تسألني من أنت
ضِلعٌ ووَتر
وحصانٌ يبغِ السفر
في الشرايين
في بلاد الغجر
ما كنهُ الحصان ؟
دوحٌ من حَمام
ريحٌ تسبِقُ صوتَ القُبَل
تعشقُني
تقذفني في ينابيع المُنى
في بروج الحِمم
تطعنُني بشوك الورد حتى أتجمَّل
دوماً
أتحمَّل من الهَمَسات
الصَّدى
ما كنه الألم ؟
لونٌ ينساب من شفتيها
جَرْس الريح بين نافذتين
شكل الكفّ عبر القوافل
دمع الحديد تحت المقصلة
رمش العين خاط الشراع
الكوكب الدريّ اختفى
تحضُنُني
وتنزعُ الكهرباءَ كي أصمت.

دعاء

يا مَنْ زرعتَ الصخر بالواد
وفجَّرتَ عيوناً من الصخر
وفرشتَ السجّاد في الماء
وأذنتَ للماء أن يتبخر
بلِّغ الريحَ أن تضمَّ الأرزَ في العيد
وتجني اللقاحَ من الزهر
وترضى السنون عن أفياء السحاب
المارقاتِ في الضحى
أيامَ النعاس وأوقات الخطر
يا مَنْ تزولُ النجوم في حضرته
وتغيبُ السُّدُم
ويضحى الرملُ ملاذَ جهنم
ثوبَ العدم
سلْ نسيمَ الصبح عن صلواتنا
سلْ ماء النهر.