الاثنين، 11 أغسطس 2008

امرأتي المنتظرة

امرأتي المنتظرة لا أشكو منها
فيها مواسمُ الأرض
وقلبُ البركان
دمُها عيونٌ تسري من حميم
وأركانُها جبال الألب
لا أشكو منها امرأتي المنتظرة
ولا أشكو من الانتظار

قطارٌ يسري على صدر الأرض
ويقفُ عند الحَلَمات والمياسم
يقطفُ الحشائشَ عند السير
ويغوصُ على اللؤلؤ
يُطلقُ ضحكاتٍ يحفظُها القمر
ويجني الياسمين

قديماً كانوا يقولون امرأتي مثلُ القمر
وحديثاً عرفنا ما بعد القمر
وطِرنا نبحثُ عمّا بعد القمر
لنراكِ
صِرنا ننهلُ من ضوء القمر لُقيماتٍ
صِرنا نبتهل
ونفتح أكفَّنا لمطرِ الليل
لِترضَيْ عنّا

تخيلي أن انتظاري لكِ طويل
وأنت خلف اليَشمك
بين طيات المشربيات
ببابي
تحت رداء صمتي
والقمر
وتخيلي أن انتظاري لك جميل
فمتى توقعين المنديل ؟
متى تلدين الصدفة
وتصرُخين
... لمَِ أنتَ هنا ؟
وتكتشفين أنّي كنت هنا
أرصدُ القمر منذ سنين

أهو ابتهالٌ هذا الانتظار ؟
أهو بحثٌ عن الصمت ؟
أم هو فِرار ؟
أتعدو الخيلُ لأفراسها ليلاً
أم تُؤثرُ النهار ؟
أينظُمُ الطير موشحاتِ البُعد
حتى يسلّي السربَ
أم ليعبرَ القِفار ؟
لولا حبّي لك ما أحببتُ انتظاري
لولا موتي ما صِرتِ انتصاري
أنا لا أعبدُ الشمسَ في اللهيب لأحتمي فيها
أنا غارقٌ فيها وفي البركان
مرآتي تراها دوماً
وعيناها لدي قرارْ.

ليست هناك تعليقات: