الخميس، 24 يوليو 2008

أصحابُ الأَلف والباء

وكمْ تساءلتُ كيف يُبدعُ أصحابُ نَفْسِ أَلِفي والباء
يلعَقونَ بألسِنتِهِم رِمالَ طُفولَتِهم
ويشُقُّون طريقَهم بين حُبَيْباتِها
يُزيحون سِتارَ ما قاله الأجدادُ للأحفاد
قُلوبُهم مَشَتْ قديماً تحت مواطِئِهم
وأعيُنُهُم عَلَتْ عَمّا رأَوْا مِن قبلُ
وتَعَرَّفَتْ عليهِم الشمسُ مِن بين مطرِ بَحرِها الذي
امتصَّتْهُ من آلافِ السنين

يجودون بِقَريحَتِك يومَ تَطَأُ هذه الأرض
ويُرينَكَ طُحلُبَ البحرِ على ألسنتِهِم
وشفقَ السماء برُدْهاتِهِم
حتى تركبَ الموجَ من عَرَقِ ألسِنَةٍ إلى نقعِ البراميل

يمدون أطرافَهم على خليجٍ مِن ماءِ نُهودٍ يرْعَوْنَها
ويروْنَ ما في عُيونٍ سَبَقَتْهُم من أفراحٍ
وتَرَقُّبُها عند طرفِ السرير
يوم هجمَ التِّنينُ على الصَّياد صالح
يوم كان ما كان مِن الأميرةِ في قصرِ الحاكم
والخيرُ انتصر
يَزفّونَ بُشرى مولِدِ ضفيرَتِهِم الجميلةِ على نَفْسِ
الشمس والقمر
ويزرعون مآذِنَهم الصغيرةَ في مَراتِعِهم
كُلما نَقَصوا ضِلعا

تفتَحُ بيدِكَ ستائِرَ الغد
وتتَغَذّى بِقُوْتِهم
أحرُفُكَ لا تنفدُ من الصَّوان
لا تُجادِل
كانوا ينحِتون الصَّخرَ بالواد ويزرعون الصَّندلَ بعدَما
يقطُفون الليلَ من النُّجوم
ويفتَرِشونَ الموائِدَ يُفطِرونَ من حُروفِهم
ومِن كلماتِ العيد
أحرُفُكَ انثَنَتْ ثم انقلبَتْ ثم انغرزَتْ
وضاعَتْ بعدَما صدأتْ
سكنَتْ في الأبعاد فلا تغادر
وسكنْتَ معها بعد حين.

ليست هناك تعليقات: