الخميس، 24 يوليو 2008

الأنثى

الأنثى
هذا النمر الأسود
هذي الحمى
نبضات من موج أسود
أحمر أو أسود
لا أدري

الأنثى
هذا النصف الكامن خلف القمر
نصف آخر للقمر
وأنا آخر
لمّا تراءى نصف لنصف
كيف تراها

الأنثى تسيطر
أحرفها تسطر هذا الورق
تسقط منه الثنايا
كم من برايا مارست الغرق
في دمع الأنثى

هي حرف الضاد في لغتي
ريح الورد
داء الوُدِّ القديم بيني والسحاب
كل هذا الغِياب
عني
واللُّقيا بين نافذتين من مرمر
لا تستقبلان رسائلي
لا تستعملان الزجاج
هذا الهِياج في كل الفصول
حين تقول الشقائق للغصون
بادِلي
نبعاً بنهد
فيغزو المزاج المُرّ ترابَ أرضي
بعد الأفول
وتزول الحقائق

كلُّ الحرائق مصدَرُها أنثى
كل المِحَن
كُلي يثور على كلِّي لِمَقصِدِها عريني كي أجورَ على الثوابت
أنْثَنِي
لك ما جمَعْتُ من مرايا تُفصِّلُني
ما ضَلَّ عني ما عرَّضتُ من دمي
لِثأرِ الأنثى

كان السلام وثم الهيام أمام القمر
زال الغرام وذاب الكلام وطال السفر

الأنثى معي
تقود بداخلي ناقوس الخطر
تشرف على وقع الخطى
وتستأثر
بالذنب قبلي
تجمع الشظايا وتحضنها
تغري البرق وتنزل المطر

يا من تكون أنثى
كوني تلك التي مازجت جسدي بليلتها
حين حاولت الأرق
فانفجرت عشرون عينا بلؤلئها
وانسجرت
لما يحين العويل موعدها
بعد الغسق

أنثاي . . أنثى تراك ؟
هاج البحر يوما من بعد الصهيل ..
الذي من بعد العناق ..
الذي من بعد الصخب ..
الذي من بعد الهروب ..
الذي من بعد المغيب
من عساك هذا التهليل منك يرغب ؟!
من أراك من داخلي يشرب ؟
من هذا اللهب !

ويلي من الأنثى
تنظر إلي وتتأمل
ترنو لشيء في عيني
في صميمي
تقفو المواضع من حولي
تلفني وتهاجر
طيف مني يهجرني ..
يأسرني ..
ويغادر

الأنثى أنثاي دوما
دون النوم النيء
وفوق المتوهج
قبل البوح الفطري
وبعد المتأجج
بين رحيل الأقدام
وهتاف المتفرج

هذا الغناء منها ولها
هذا العناء لها
وكل البناء
كم من سماء أهدت سنا
لها
وسناء

يا أنثى حروفك متعبة
وفمي يتعلم التقبيل من هاتيك الحروف
لم يعد بعد من رحلة الأجوبة
ما بين ضيق الشباك وطول الصفوف
معذب في النطق من حينها
وفي جني القطوف

الأنثى تعدل
بيتي ومبسمي وجبيني
وسماء سمائي
أبد الدهر عريني وعنبري
منبري هنا وهناك
وحولي محوري
شتائي وصيفي
وتطريز كم القميص بالسوسن الوردي
كم من شتاء لا يستحب فيه الرقص في الساحات .. اعتنقتك
كم من بلاء لا يستحب فيه الغناء في الطرقات .. التحفتك
واجترأت على المياسم علمتها نظمي ونزعي من الثالوث المقدس بعدما
أدنيت منها عصا موسى ورداء فالنتين
فالتجأت إلى رصيف بيتي
تغزل الورد وتجني الياسمين

هذي الأنثى ثناء الطبيعة على الثنيات من صخور في قلب الجبل
غثاء الجداول في بلاد مواردها قوت القلوب من قمح وعسجد
غناء الدوالي عبر السنابل
ما أحلاها وطن .

ليست هناك تعليقات: