الخميس، 24 يوليو 2008

أصابعي

في هذا العشّ أرى الأصابع
معاً
والحريق
يسري بجانبي الطريق
حولي
والمدى ما له آخر
أصابعي تسير معي
بجانبي
في راحتَيَّ
في التّصافُح
في السَّلام
بِجَيْبي
في جيبي أصابع
لي
وجيبي معي

في الآخر هناك
بعدما
تنتهي الأشياء
أراها
في الثَّبات
في انتباهةِ الأشياء
في صمت الشجر
أَنحني لها وأُغادِر

أصابعي معي الآن
وحينها
بِـها
كم قَلَّبتُ الدفاتر
وتركتُ من الدوائر
حولي
كم أشعلتُ الكبريت
منها
واشتعلتْ منّي
وطار الحمام
كم غنَّتْ لي والطيورُ نيام

ضاقت الدوائرُ على الماء
وسجنتْ إصبعاً
فاحترق الماء
وحار المصلون أين يكون الرحيل
لأيّ دار في بئر مَنْ
من دوائرنا

صارت أصابعي اثنتين
وصرتُ لهما عبداً
أنثني لأكتبَ بإحديهما
ليحترقَ الماءُ حولي
وتمضي الدوائر منّي
والقرون المضت ثمان

حولي المحيطُ يكمُنُ لا أراه
حولي أصابعي تسير
تزحف نحو المدينة
تأكُلُني وتتآكل
في كلِّ يومٍ
ينْأى منها وَتَر
يذوبُ في جيبي

أصابعي تجري تحت الغطاء
في ذل الشَّقاء
في قهر المعابد
في نبش الجحور
في الليل البهيم
في اصطفاف الحُرّاس
حول البنادق
أُجادِلُها
تهيم لتبقى معي
أُقاتلها
في أدمعي
في امتداد الزحام طوال الطريق
تثور
تسير مِنّي
أُعاتِبُني
أدُسُّها في الماء
وتحترِق.

ليست هناك تعليقات: