الأربعاء، 23 يوليو 2008

ملعقة

أراني أكتب
وأراني جالسٌ أمامي
لا شيء غير صوت الفجر
يصرخ أمامي
أراني أعصرُ دمي
وأعدُّ قطرات دمي
وأضربُ فوق أوتاري بملعقة

دقات عقارب الساعات تقتلني
وأنا
ومركب الصياد الشهيد
نسبح معا في ظلمتِه
يمتصُّني لمحُ الفنارات البعيدة
وأذوب مع غيم الصبح
كلماتي تأخذني وترحل
وفنجان الشاي يرشِفُني
ويمزج تاريخي بملعقة

أصبحت ذاكرتي ثقيلة
ورأسي منجلاً
أصبحت سماعة الهاتف ثقيلة
والأرقام
وشبكة الصياد الشهيد
ثقيلة
تجُرُّ الزمن وترحل
خمسون سنة يأكل البحر
سفينتي
وآكل من البحر
لطماتٍ على وجهي
أمواجاً تضحك على مجداف الزيتون معي
بعدما ماتت الملعقة

ذابت الملعقة في الشاي الساخن
وبعدها...
ذاب جدار الكوب في الشاي
وذاب البحر في الشاي
ودمي في البحر
ثم لفظني بروازاً عتيقاً
فارساً يحمل وساماً
ويُشهِر ملعقة.

ليست هناك تعليقات: