الخميس، 24 يوليو 2008

الفارق الرفيع

سائِراً كُنتُ حينَها
أَتَقَلَّبُ بين السُّطور
أنامُ أياماً على الهامِشِ
وألتَحِفُ السّماء
أرنو لنَجمَتين في الأعالي
وأتكلَّم
لا أدري كيف لمستُكِ حينما
أمعنْتُ النَّظرَ في داخلي
ووجَدْتُ حنيناً إلى الفجر
ذلك الفارقُ الرَّفيعُ بين خُصلات الشَّرق والغرب
بين حدودِ أُغنِيَتي وألحانِ العندليب
أضواءُ العرباتِ توقِظُني عندما أَحْلُم
وترسُمُ سهمَ الجنوبِ نحوَ مدينتي

ترسُبُ في قاعِ عينيكِ كَرَزتان سوداوَتان
هُما كُلُّ أحلامي
ودَفاتِري أَلقَيْتُها في النار لإِشعالِ القناديل التي
تبكي في السُّجود معي

أنا بين الأحراشِ هنا وحدي
والظِّلالُ
أُناجيكِ
وأَبعَثُني مع النّور لعينيك
والريحِ
في هذا الليل
أرسُمُ الفارِقَ الرَّفيعَ بين الليلِ والليل
نِهايتي ونِهايتي
بإِصبعٍ على الرَّصيف
ولا أرى
حتى تأتي أضواءُ العربات
وَحْدي
وتوقِظُني

هذا الحنينُ إلى الفجر معي
لا يَبْرَح
يرسُبُ في قاعِ عَيْنَيَّ
موجَتان
وأبكي
هذا الفارِقُ الرَّفيعُ بين الدَّمع والمطر
بين أغنِيَتي والشِّتاء
لا أدري كيف لمسْتُكِ حينَما أمعَنْتُ النظر
في داخلي
ووجدتُ مدينَتي.

ليست هناك تعليقات: